Wednesday, January 21, 2009

مراحل دراستي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

قال الرسول (ص) : "طلب العلم من المهد الى اللحد"

قبل أن أبدأ كتابتي، أودُّ أن أخبركم يأيها القارئين الفضلأ، إنني كتبتُ هذه المقالة لستُ أفتخر نفسي، ولكن، يُسعدني أن أشارككم عن خبراتي فى الدراسة منذ نعومة أصابعي (صغري) حتى الآن.

أما بعد،


أنا بنت جوهرية أصلية. وُلدتُ فى السنة ١٩٨٩ فى منطقة التى تقع فى جنوب ولاية جوهر تسمى ب"كوتا تينجي" وعشتُ هناك حتى بلغ عمري سبع سنوات. ثم، انتقلت أسرتي إلى منطقة أخرى فى شمال جوهر أى فى "سجامت". إذن، عندما كان عمري جمس سنوات، بدأتُ دراستي الرسمية -الدراسة لا بد أن تبدأ من المهد- في الحضانة "تاديكا كماس" فى فيلدا سمنجو، كوتا تينجي. وفيها، كنتُ أدرس لمدة سنتين قبل أن واصلتُ إلى المرحلة الإبتدئية.


وعندما كان عمري سبع سنوات، كما عادة فى ماليزيا، التحقتُ بالمرحلة الإبتدائية فى المدرسة الإبتدائية الوطنية فيلدا سمنجو التى كانت تدرّس فيها أمّي المحبوبة. ولكن، بعد نصف السنة، انتقلت أسرتي إلى سجامت -كما قلتُ- من أجل عمل والديّ فأنا واصلتُ بقية المرحلة الإبتدائية حتى السنة السادسة هناك فى المدرسة الإبتدائية الوطنية فيلدا فالوغ تيمور1. أما فى المساء، كنتُ أدرس علوم الدين فى المدرسة الدينية المسائية التى تخصّ فى ولاية جوهر. الحمد لله، قد حصلتُ على الشهادة الدراسة الإبتدائية(UPSR) قبل أن واصلتُ إلى المرحلة الإعدادية.


وفى السنة ٢٠٠٢، عندما كان عمري ثلاث عشرة سنة، قد قرّر والديّ لأدرس فى مدرسة عربية لأتخصص فى دراسة اللغة العربية وعلوم الدين متابعةً أخى الكبير. فكنتُ ألتحق بالمرحلة الإعدادية والثانوية لمدة خمس سنوات فى المدرسة الثانوية الدينية والعربية الخيرية بسجامت التى كان يدرس فيها أيضا أخي. والحمد لله، قد أتممتُ الدراسة هناك وفى خلال الدراسة ، حصلتُ على الشهادة الدينية الإعدادية (SMRA) فى السنة الثانية، والشهادة الدراسة المتوسطة(PMR) فى السنة الثالثة، والشهادة الدينية الثانوية (SMA) فى السنة الرابعة، والشهادة الدراسة الماليزية (SPM) فى السنة الخامسة. أما فى المدرسة الدينية المسائية، أتممتُ الدراسة هناك وحصلتُ على الشهادة الدرجة السادسة والشهادة الدرجة الخاصة. ألف حمد لله الذى قد أعطاني هذه الفرص الذهبية لأتعلم علوم الدين واللغة العربية إضافةً عن علوم الأكادميك فى مراحل الدراسة فى المدرسة.


وفى السنة ٢٠٠٧، عندما كان عمري ثماني عشرة سنة، واصلتُ الدراسة فى المعهد جوهر لأحصل على الشهادة الدينية العالية الماليزية (STAM). وفى أثناء الدراسة فى المعهد، كثير من أصدقائي وصديقاتي قد توقّفوا من المعهد بعد أن خرجت نتيجة الشهادة SPM فى شهر مارس. بعضهم التحقوا بالجامعات فى المرحلة التمهيدية أو دبلوم وبعضهم التحقوا بمعاهد تحفيظ القرآن. أما فى البداية، أنا كذلك. تفكّرتُ لأتوقف من المعهد جوهر لألتحق بالمعهد "دار القرآن" من أجل أرغب فى حفظ القرآن. وكِدتُ أن أحقّق أمنيتي لأن أمّي موافقة عليّ، ولكن، أبي لا يسمح لي بذلك. قد أمرني بقاءَ فى المعهد لكى أحصل على الشهادة STAM. وقد حزنتُ حزنا شديدا ولكن هدّأتُ نفسي بأنني مصدّقة بتقدير الله ورزْقه فرضيتُ بذلك. وفى المعهد أيضا، حصلتُ على الشهادة Malaysian University English Test (MUET)التى هى شرط لالتحاق بإحدى الجامعات داخل البلاد.


والحمد لله، قد أنهيتُ الدراسة فى المعهد أقل من سنة واحدة وفى الإجازة الطويلة خلال انتظار نتيجة الشهادة STAM، كنتُ ألتحق بدورة تدريبية لتقوية اللغة العربية فى مركز الدراسات الإسلامية واللغة العربية (مرسه) الذى وقع بجانب المعهد جوهر. هذه الدورة - بمدة ستة أشهر- تهدف استعدادا لطلاب الذين يريدون أن يواصلوا الدراسة خارج البلاد خاصة فى مصر. أما عندي أمنية لمواصلة الدراسة فى إحدى بلاد عربية سواء أكانت فى الأردن أم سوريا أم مصر. ولكن، التحقتُ بهذه الدورة من أجل أريد أن أجيد اللغة العربية خاصة فى التحدّث لأنني أحبّ هذه اللغة حبّا جمّا. وبجانب ذلك، -كما قلتُ- أتمنى أن أواصل الدراسة خارج البلاد.


قبل بدء الدورة، تفكرتُ..."هل أستطيع أن أتكلّم باللغة العربية بعد ستة أشهر دراستي فى الدورة..؟". والحمد لله، خلال دراستي فى الدورة، كنتُ أمارس اللغة العربية كثيرا وأشكر معلّمِي الدورة، هم الأستاذ رائد والأستاذ طلال من الأردن والأستاذ عبد الغني من سنغافورة الذين درّبونا بمهارات وقواعد اللغة العربية. ولا أنسى الأستاذة شروق، نصف حلو (زوجة) الأستاذ رائد التى هى صديقتي العربية الجميلة حتى الآن. إني استفدتُ كثيرا من الدورة وكنتُ سعيدة جدا لأن عندي تجربات كثيرة خلال الدورة منها اشتراك المناظرة، والندوة، والتمثيلية، وقضاء الوقت فى "أغسانا" مع الأستاذة شروق، واشتراك البرامج الخارجية التى أقامها الجمعية الشباب المسلمون بماليزيا (ABIM). لن أنسى هذه الذكرايات الممتعة والمفيدة.


ورفرفتْ سعادتي عندما حصلتُ على نتيجة الشهادة STAM وعندما سمح لي والديّ لأسجّل فى جامعة الأزهر فى مصر ولكن فى نفس الوقت، قد طلبتُ لالتحاق إحدى الجامعات داخل البلاد. وبعد انتهاء الدورة فى شهر مايو، علمتُ أن طلبي لالتحاق بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (UIAM) قد تُقبّل. فصرتُ أنا فى المأزق. حقيقة، أتمنى أن ألتحق UIAM إذا أواصل الدراسة داخل البلاد وإذا أواصل خارج البلاد، أفضّل أن ألتحق بجامعة الأزهر. وقال والديّ ، إذا أحصل على منحة دراسية، سيسمحان لي لألتحق بجامعة الأزهر وإلا، فعليّ أن أسجّل فى UIAM. وعندي مشكلة لأن حتى انتهاء الدورة، ما زلتُ أبحث عن منحة دراسية ولكن لا أجدها بعدُ. من أجل ذلك، أمرني والديّ تسجيلَ فى UIAM لأنها جامعة مشهورة ممتازة فى ماليزيا وفيها أيضا، يدرس أخي الأكبر. فوافقتُهما ولو أنني كنتُ حزينة.


والحمد لله، يوما من الأيام الإجازة قُبَيْل تسجيل فى UIAM، وجدتُ إعلانا فى الجريدة عن منحة دراسية لالتحاق بجامعة الأزهر التى خصصتها الشركة “AmanahRaya Bhd”. فطلبتُها بمَلْء الاستمارة المعيّنة وتوكّلتُ على الله إذا كان هناك قسم لي لأحصل على تلك المنحة.


وفى ٢٩ من يونيو ٢٠٠٨، قد سجّلتُ فىUIAM وفى الحقيقة، أنا لستُ سعيدة لأن أمنيتي لألتحق بجامعة الأزهر قد استولتْ ذهني. ولكنني راضية بقرار والديّ. وعندما كنتُ فىUIAM ، أعجبتْني البيئة والمناظر هناك! وجدتُ الطلبة فيها من بلاد شتى فى أنحاء العالم، وكلهم مسلمون بشتى ألوانهم وألسنتهم. وفى أثناء أسبوع التعارف، وجدتُ صديقات جديدات من داخل البلاد وخارجها، منها من السعودي والتيلاند وتركيا وكشمير وغير ذلك. ونحن تكلّمنا باللغة الإنجليزية والعربية. هذه تجربة رائعة لي، الحمد لله. وخلالَ أسبوع التعارف أيضا فىUIAM ، قبل تسجيل فى الكلية ، لا بد على الطلبة الجُدُد الذين ليسوا من التمهيدي (direct-intake students) UIAM أن يواجهوا الإمتحانات فى أربع مهارات اللغوية فى اللغة الإنجليزية والعربية وهى امتحان الكتابة (writing)، والقراءة (reading)، والتحدّث(speaking)، والاستماع (listening). إذن، عندنا ثماني إمتحانات! إذا لا ننجح إحدى منها، فعلينا أن نلتحق بفصول تطوير المهارات اللغوية (pre-sessional class) قبل تسجيل فى السنة الأولى فى الكلية. أما مدتها حسب مستوى النتيجة سواء أكانت بمدة فترة أو أكثر حتى سنتين.


والحمد لله، مرة أخرى، نصرني الله فى تلك الإمتحانات المختنقة ولو أنني لستُ مستعدة جيدا بها. قد نجحتُ فى الإمتحانات كلها فسجّلتُ فى السنة الأولى فى الكلية معارف الوحى والتراث (Islamic Revealed Knowledge& Heritage) فى قسم أصول الدين. وبعد أسبوعين فى UIAM، أخبرتني أمّي نأنني قد اُستدعيتُ للحضور إلى مقابلة شخصية لاختيار الطلبة للحصول على المنحة AmanahRaya. كنتُ سعيدة جدا لأنني ما زلـتُ آمل لالتحاق بجامعة الأزهر. وبعد المقابلة، قد قلّت حماستي لأدرس فى UIAM وأرجو رجاء كبيرا أن أحصل على تلك المنحة. والحمد لله، فى الأسبوعين التاليين، بشّرتني أمّي بأنني قد اُخترتُ مع الطلبة المحظوظين الآخرين للاتحاق بجامعة الأزهر بتلك المنحة الدراسية.


وفى ١من أغسطس ٢٠٠٨، قد دُوّنت حادثة تاريخية فى حياتي عندما عُقد برنامج إطلاق المنحة AmanahRaya فى "هوتيل هيلتون"، كوالا لمبور. كنتُ سعيدة جدا ٢× على ما رزقني الله، ألف حمد له. وعرفتُ بأننا المختارين سنلتحق بكلية جديدة فى جامعة الأزهر وهى نظام جديد وخاص للطلبة الماليزيين ونحن مجموعة أولى فى هذه السنة. وبعدٍ، خلال بقية أيامي فى UIAM، كنتُ مشغولة بشؤون توقّفي من الجامعة لأن عليّ أن أقابل عميد الكلية والمحاضرين وأُنهى الأمور التى تتعلق بالكلية والمحلّة (سكن الطلبة). وبعد انتهاء الأمور كلها، توقّفتُ من UIAM حزينة لأنني تركتُ صديقاتي الجديدات هناك. ولكن، خلال دراستي بمدة شهر وأسبوعين هناك، وجدتُ تجربات كثيرة ورائعة التى لن أنسى كلها.


أما فى أيام الإجازة قبل الانطلاق إلى مصر، قضيتُ الوقت فى البيت بمدة شهرين تقريبا. كنتُ سعيدة جدا لأن عندي وقت طويل لقضاء مع أسرتي قبل سفري إلى مصر. وفى ٥ من أكتوبر ٢٠٠٨، فى يوم الخامس بعيد الفطر، انطلقتُ إلى مصر مع أربعة وعشرين طالبا بالمنحة AmanahRaya لالتحاق بالمرحلة التمهيدية أو التأهيلية فى جامعة الأزهر وهذه النظام الخاص -كما قلتُ- بمدة خمس سنوات، بإذن الله.


الحمد لله، الآن، أحقّق آملي لأدرس فى مصر. أنا الآن طالبة فى جامعة الأزهر الشريف التى اسمها على كل لسان. وأنا سعيدة جدا وأتمتع بمعيشتي هنا مع صديقاتي الطيّبات ولو أنني بعيدة عن أسرتي فى ماليزيا. وحتى الآن، ما زلتُ أتّصل بصديقاتي الأخريات فى ماليزيا. ولكن، إنّ سيري فى طلب العلم لم ينتهى بعدُ. بعد أن أُنهى مرحلة البكالوريوس فى جامعة الأزهر، إن شاء الله، سوف أستمر فى طلب العلم ما دُمْتُ حيّا، لأن -كما كتبتُ- طلب العلم من المهد الى اللحد.

والسلام...

No comments: